صدورهم السليمة واعتلت صحة ضمائرهم بنفوسهم الأليمة ولم يزل يأخذ في الإضرار بهم ولا يدع ويعلن به ويصدع حتى تفرق ذلك الجمع وألقاه بين بصر السباب والسمع وأفرد الدولة من ولاتها وجردها من حماتها فاستعجل العدو بذلك واستشرى وزأر منه على سرقسطة ليث شرى ولما رأى الشر قد ثار قتامه وبدا من ليله إعتامه ارتحل واحتمل وقال لا ناقة لي في هذا ولا جمل وأقام ببلنسية يشفي نفسه ويستوفي أنسه ونجوم سعدها كل يوم غائرة والعدو يتربص بها أسوأ دائرة ويروم منازلتها ثم يدع الاقتحام ويريد التقدم إليها فيؤثر الإحجام تهيبا لذلك الملك السري والليث الجري وفي خلال هذه المحاولة وأثناء تلك المطاولة عاجل الأمير أبا بكر حمامه واستسر فيها تمامه وأجنه الثرى وحاز منه بدر دجنة وليث شرى فعطلت الدنيا من علاء وجود وأطلت عليها بفقده حوادث أجدبت تهائمها والنجود وفيه يقول يرثيه بما يسيل الفؤاد نجيعا ويبيت به الأسى لسامعه ضجيعا .
( أيها الملك قد لعمري نعى المج ... د نواعيك يوم قمن فنحنا ) .
( كم تقارعت والخطوب إلى أن ... غادرتك الخطوب في الترب رهنا ) .
( غير أني إذا ذكرتك والده ... إخال اليقين في ذاك ظنا ) .
( وسألنا متى اللقاء فقيل ال ... قلنا صبرا إليه وحزنا ) .
وكثيرا ما يغير هذا الرجل على معاني الشعراء وينبذ الاحتشام من ذلك بالعراء ويأخذها من أربابها أخذ غاصب ويعوضهم منها كل هم ناصب فهذا مما أطال به كمد أبي العلاء وغمه فإنه أخذه من قوله يرثي أمه