أمداح سيد المرسيلن وخاتم النبيين سيدنا ومولانا محمد A ثم يؤتى آخر الليل بموائد كالهالات دورا والرياض نورا وقد اشتملت من أنواع محاسن المطاعم على ألوان تشتهيها الأنفس وتستحسنها الأعين وتلذ بسماع اسمائها الآذان ويشره مبصرها للقرب منها والتناول وأن كان ليس بغرثان والسلطان لم يفارق مجلسه الذى ابتدأ جلوسه فيه وكل ذلك بمرأى منه ومسمع حتى يصلى هنالك صلاة الصبح .
على هذا الأسلوب تمضى ليلة المصطفى A فى جميع أيام دولته أعلى الله تعالى مقامه فى عليين وشكر له فى ذلك صنيعه الجميل آمين .
وما من ليلة مولد مرت فى أيامه إلا ونظم فيها قصيدا فى مديح مولد المصطفى A .
أول ما يبتدىء المسمع فى ذلك الحفل العظيم بإنشاده ثم يتلوه إنشاد من رفع الى مقامه العلى فى تلك الليلة نظما انتهى وهو أتم مساقا مما فى راح الأرواح .
ولا باس أن نلم ببعض المقطوعات التى أنشأها الكاتب أبو زكريا يحيى ابن خلدون المذكور على لسان جارية المنجانة فى مخاطبة السلطان أبى حمو معلمة بما مر من ليل ففى مضى ساعتين قوله .
( أخليفة الرحمن والملك الذى ... تعنو لعز علاه أملاك البشر ) .
( لله مجلسك الذى يحكي علا ... بك مالكى أفق السماء لمن نظر ) .
( أوما ترى فيه النجوم زواهرا ... وجه الخليفة بينهن هو القمر ) .
( والليل منه ساعتان قد انقضت ... تثنى عليك ثنا الرياض على المطر ) .
( لا زال هذا الملك منصورا بكم ... وبلغت مما ترتجى أسنى الوطر )