( شمل الرضى فكأن كل أقاحة ... تومى بثغر للسلام شنيب ) .
( وأتيت فى بحر القرى أم القرى ... حتى حطط بمرفإ التقريب ) .
( فرأيت أمن الله فى ظل التقى ... والعدل تحت سرادق مضروب ) .
( ورأيت سيف الله مطرور الشبا ... يمضى القضاء بحده المرهوب ) .
( وشهدت نور الحق ليس بآفل ... والدين والدنيا على ترتيب ) .
( ووردت بحر العلم يقذف موجه ... للناس من درر الهدى بضروب ) .
( لله من شيم كأزهار الربى ... غب انثيال العارض المسكوب ) .
( وجمال مرأى فى رداء مهابة ... كالسيف مصقول الفرند مهيب ) .
( يا جنة فارقت من غرفاتها ... دار القرار بما اقتضته ذنوبى ) .
( أسفى على ما ضاع من حظى بها ... لا تنقضى ترحاته ونحيبي ) .
( إن أشرقت شمس شرقت بعبرتى ... وتفيض فى وقت الغروب غروبى ) .
( حتى لقد علمت ساجعة الضحى ... شجوى وجانحة الأصيل شحوبى ) .
( وشهادة الإخلاص توجب رجعتى ... لنعيمها من غير مس لغوب ) .
( يا ناصر الدين الحنيف وأهله ... أنضاء مسغبة وفل خطوب ) .
( حقق ظنون بنية فيك فإنهم ... يتعللون بوعدك المرقوب ) .
( ضاقت مذاهب نصرهم فتعلقوا ... بجناب عز من علاك رحيب ) .
( ودجا ظلام الكفر فى آفاقهم ... أوليس صبحك منهم بقريب ) .
( فانظر بعين العز من ثغر غدا ... حذر العدا يرنو بطرف مريب ) .
( نادتك أندلس ومجدك ضامن ... أن لا يخيب لديك ذو مطلوب ) .
( غصب العدو بلادها وحسامك ... الماضى الشبا مسترجع المغصوب ) .
( أرض السوابح فى المجاز حقيقة ... من كل قعدة محرب وجنيب ) .
( يتأود الأسل المثقف فوقها ... وتجيب صاهلة رغاء نجيب )