وأهل العراق يقولونه بضمها وروى الليث عن ابنه موسى بن علي وكانت لعلي بن رباح عند عبد العزيز بن مروان مكانة وهو الذي زف ابنته أم البنين لزوجها الوليد ثم عتب عليه عبد العزيز فأغزاه إفريقية .
وأما المنيذر لصحابي فلم ينسبه ابن بيب وذكره ابن عبد البر في الصحابة وقال إنه المنيذر الإفريقي وكان سكن إفريقية وكان صحب رسول الله أنه سمعه يقول من قال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فأنا الزعيم له فلآخذن بيده فلأدخلنه الجنة ) ورواه عنه ابن عبد البر بسنده إليه وسيأتي إن شاء الله تعالى في حق المنيذر مزيد بيان .
ولما قفل موسى بن نصير إلى المشرق وأصحابه سأل مغيثا أن يسلم إليه العلج صاحب قرطبة الذي كان في إساره فامتنع عليه وقال لا يؤديه للخليفة سواي وكان يدل بولائه من الوليد فهجم عليه موسى فانتزعه منه فقيل له إن سرت به حيا معك ادعاه مغيث والعلج لا ينكر قوله ولكن اضرب عنقه ففعل فاضطغنها عليه مغيث وصار إلبا مع طارق الساعي عليه واستخلف موسى عل طنجة وما يليها من المغرب ابنه الآخر عبد الملك وقد كان كما مر استخلف بإفريقية أكبر أولاده عبد الله فصار جميع الأندلس والمغرب بيد أولاده وابنه عبد الله الذي خلفه بإفريقية هو الفاتح لجزيرة ميورقة وسار موسى فورد الشام واختلف الناس هل كان وروده قبل موت الوليد أو بعده فمن يقول بالثاني قال قدم على سليمان حين استخلف وكان منحرفا عنه فسبق إليه طارق ومغيث بالشكية فعلم سليمان صدقه وكذب موسى فحقق جميع ما رمى به عنده وعزله عن جميع أعماله وأقصاه وحبسه وأمر بتقصي حسابه فأغرمه غرما عظيما كشفه فيه حتى اضطره إلى أن سأل العرب معونته فيقال إن لخما حملت عنه في أعطيتها تسعين ألف ذهبا وقيل حمله سليمان غرم مائتي ألف فأدى مائة ألف وعجز فاستجار بيزيد بن المهلب أثير سليمان فاستوهمه من سليمان فوهبه إياه إلا أنه عزل ابنه عبد الله عن إفريقية .
وقال الرازي إن الذي أزعج موسى عن الأندلس أبو نصر رسول الوليد فقبض على عنانه وثناه قافلا وقفل معه من أحب المشرق وكان أكثر الناس قطنوا ببلاد الأندلس لطيبها فأقاموا فيها .
نهاية موسى وابنه عبد العزيز .
وذهب جماعة من أهل التاريخ إلى أن مسوى إنما قدم على الوليد وأن سليمان ولي العهد لماسمع بقرب موسى بن نصير من دمشق وكان الوليد مريضا كتب أي سليمان إلى موسى يأمره بالتربص رجاء أن يموت الوليد قبل قدوم موسى فيقدم موسى على سليمان في أول خلافته بتلك الغنائم