وأجرى وفق إرادتك وإرادتى لك جاريات الأقدار ما سنح به الذهن الكليل واللسان الفليل فى مراجعة قصيدتك الغراء الجالبة السراء الآخذة بمجامع القلوب الموفية بجوامع المطلوب الحسنة المهيع والأسلوب المتحلية بالحلى السنية العريقة المنتسب فى العلا الحسنية الجالية لصدإ القلوب ران عليها الكسل وخانها المسعدان السؤل والأمل فمتى حامت المعانى حولها ولو أقامت حولها شكت ويلها وعولها وحرمت من فريضة الفضيلة عولها وعهدي بها والزمان زمان وأحكامها الماضية أمانى مقضية وأمان تتوارد الأفها ويجمع إجماعها وخلافها ويساعدها من الألفاظ كل سهل ممتنع مفترق مجتمع مستأنس غريب بعيد الغور قريب فاضح الحلى واضح العلا وضاح الغرة والجبين رافع عمود الصبح المبين أيد من الفصاحة بأياد فلم يحفل بصاحبى طيىء وإياد وكسى نصاعة البلاغة فلم يعبأ بهمام وابن المراغة شفاء المحزون وعلم سر المخزون ما بين منثوره والموزون والآن لا ملهج ولا مبهج ولا مرشد ولا منهج عكست القضايا فلم تنتج فتبلد القلب الذكى ولم يرشح القلم الزكى وعم الإفحام وغم الإحجام وتمكن الإكداء والإجبال وكورت الشمس وسيرت الجبال وعلت سآمة وغلبت ندامة وارتفعت ملامة وقامت لنوعى الأدب قيامة حتى أذا ورد ذلك المهرق وفرع غصنه المورق وتغنى به الحمام الأورق وأحاط بعداد عداته الغصص والشرق وأمن من ذلك الغصب والسرق وأقبل الأمن وذهب لإقباله الفرق نفخ فى صور أهل المنظوم والمنثور وبعثر ما فى القبور وحصل ما فى الصدور وتراءت للأدب صور وعمرت للبلاغة كور وهمت لليراعة درر ونظمت البراعة درر وعندها تبين أنك واحد حلبة البيان والسابق فى ذلك الميدان يوم الرهان فكان لك القدم وأقر لك مع التأخر السابق الأقدم فوحق نصاعة الفاظ أجدتها حين أوردتها وأسلتها