والعدوة وأتى فيها من دلائل براعته بالعجب العجاب وقد تركتها مع كتبى بالمغرب ولم يحضرنى منها الآن إلا قوله فى وصف مدينة سبتة ما صورته .
قلت فمدينة سبتة قال عروس المجلى وثنية الصباح الأجلى تبرجت تبرج العقيلة ونظرت وجهها من البحر فى المرآة الصقيلة واختص ميزان حسناتها بالأعمال الثقيلة وإذا قامت بيض أسوارها وكان جبل بنيونش شمامة أزهارها والمنارة منارة أنوارها كيف لا ترغب النفوس فى جوارها وتهيم الخواطر بين أنجادها وأغوارها إلى المينا الفلكية والمراقى الفلكية والركية الزكية غير المنزورة ولا البكية ذات الوقود الجزل المعد للأزل والقصور المقصورة على الجد والهزل والوجوه الزهر السحن المضنون بها عن المحن دار الناشبة والحامية المضرمة للحرب المناشبة والأسطول المرهوب المحذور الألهوب والسلاح المكتوب المحسوب والأثر المعروف المنسوب كرسى الأمراء والأشراف والوسيطة لخامس أقاليم البسيطة فلا حظ لها فى الانحراف بصرة علوم اللسان وصنعاء الحلل الحسان وثمرة امتثال قوله تعالى ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) النحل الأمينة على الاختزان القويمة المكيال والميزان محشر أنواع الحيتان ومحط قوافل العصير والحرير والكتان وكفاها السكنى ببنيونش فى فصول الأزمان ووجود المساكن النبيهة بأرخص الأثمان والمدفن المرحوم غير المزحوم وخزانة كتب العلوم والآثار المنبئة عن أصالة الحلوم إلا أنها فاغرة أفواه الجنوب للغيث المصبوب عرضه للرياح ذات