( لا الملتقى من بعدها كثب ولا ... عوج الركائب تسأم التخييسا ) .
( فوقفت وقفة هائم برحاؤه ... وقفت عليه وحبست تحبيسا ) .
( ودعوت عينى عاتبا وعيونها ... بعصا النوى قد بجست تبجيسا ) .
( نافست يا عينى در دموعهم ... فعرضت درا للدموع نفيسا ) .
( ما للحمى بعد الأحبة موحشا ... ولكم تراءى آهلا مأنوسا ) .
( ولسربه حول الخميلة نافرا ... عمن يحس به وكان أنيسا ) .
( ولظله المورود غمر قليبه ... لا يقتضى وردا ولا تعريسا ) .
( حييته فأجابنى رجع الصدى ... لا فرق بينهما إذا ما قيسا ) .
( ما ان يزيد على الإعادة صوته ... حرفا فيشفى بالمزيد نسيسا ) .
( نضب المعين وقلص الظل الذى ... ظلنا عكوفا عنده وجلوسا ) .
( نتواعد الرجعى ونغتنم اللقا ... وندير من شكوى الغرام كؤوسا ) .
( فإذا سألت فلا تسائل مخبرا ... واذا سمعت فلا تحس حسيسا ) .
( عهدى به والدهر يتحف بالمنى ... وقد اقتضت نعماه ان لا بوسا ) .
( والعيش غض الريع والدنيا قد ... اجتليت بمغناه على عروسا ) .
( أترى يعيد الدهر عهدا للصبا ... درست مغانى الأنس فيه دروسا ) .
( أوطان أوطار تعوض أفقها ... من رونق البشر البهى عبوسا ) .
( هيهات لا تغنى لعل ولا عسى ... فى مثلها إلا لآية عيسى ) .
( والدهر فى دست القضاء مدرس ... فإذا قضى يستأنف التدريسا ) .
( تفتن فى جمل الورى أبحاثه ... لا سيما فى باب نعم وبيسا ) .
( وسجية الإنسان ليس بناصل ... من صبغها حتى يرى مرموسا ) .
( يغتر مهما ساعدت آماله ... فإذا عراه الخطب كان يؤوسا )