فمن أنه لا تنفع وشكوى إلى الله تعالى ترفع فلما ورد بقدومك البشير وأشار إلى ثنية طلوعك المشير تشوفت النفوس الصدئة إلى جلائها وصقالها والعقول إلى حل عقالها والأنفس المفحمة إلى فصل مقالها ثم إن الدهر راجع التفاته واستدرك ما فاته فلم يسمح من لقائك إلا بلمحة ولا بعث من نسيم روضك بغير نفحة فما زاد إن هيج الأشواق فالتهبت وشن غاراتها على الجوانح فانتهبت واعل القلوب وأمرضها ورمى ثغرة الصبر فأصاب غرضها فإن رأيت إن تنفس عن نفس شد الشوق مخنقها وكدر مشارب انسها وأذهب رونقها وتتحف من آدابك بدرر تقتنى وروضة طيبة الجنى فليست ببدع فى شيمك ولا شاذة فى باب كرمك ولولا شاغل لا يبرح وعوائق أكثرها لا يشرح لنافست هذه السحاءة فى القدوم عليك والمثول بين يديك فتشوقى إلى اجتلاء أنوارك شديد وتشيعى إلى ابلاء الزمان جديد انتهى .
ترجمة ابى الحجاج المنتشاقري .
ووصف لسان الدين فى التاج المحلى أبا الحجاج المذكور بما صورته حسنة الدهر الكثير العيوب وتوبة الزمان الجم الذنوب ما شئت من أدب يتألق وفضل تتعطر به النسمات وتتخلق ونفس كريمة الشمائل والضرائب وقريحة يقذف بحرها بدرر الغرائب إلى خشية لله تعالى تحول بين القلوب وقرارها وتثنى النفوس عن اغترارها ولسان يبوح بأشواقه وجفن يسخو بدرر أماقه وحرص على لقاء كل ذى علم وأدب ومن يمت إلى أهل الديانة والعبادة بسبب سبق بقطره الحلبة وفرع من الأدب الهضبة ورفع الراية