من الشوب باد عليه قبول قابل التوب وتوفى فى أخريات صفر سنة خمسين وسبعمائة فى الطاعون C تعالى وغفر له انتهى .
واليتيم المذكور هو أبو عبد الله محمد بن على العبدري المالقى وفى حقه يقول لسان الدين فى التاج ما مثاله هو مجموع أدوات حسان من خط ونغمة لسان أخلاقه روض تتضوع نسماته وبشره صبح تتألق قسماته ولا تخفى سماته يقرطس أغراض الدعابة ويصميها ويفوق سهام الفكاهة إلى مراميها فكلما صدرت فى عصره قصيدة هازلة أو ابيات منحطة عن الإجادة نازلة خمس أبياتها وذيلها وصرف معانيها وسيلها وتركها سمر الندمان وأضحوكة الأزمان وهو الآن خطيب المسجد الأعلى بمالقة متحل بوقار وسكينة حال من أهلها بمكانة مكينة لسهولة جانبه واتضاح مقاصده فى الخير ومذاهبه واشتغل لأول أمره بالتكتيب وبلغ الغاية فى التعليم والترتيب والشباب لم ينصل خضابه ولا سلت للمشيب عضابه ونفسه بالمحاسن كلفه صبه وشأنه كله هوى ومحبة ولذلك ما خاطبه بعض أودائه وكلاهما رمى أخاه بدائه حسبما يأتى خلال هذا المقول وفى أثنائه انتهى .
وذكر نحو ما تقدم ذكره سامح الله الجميع بفضله .
32 - مخاطبة الكرسوطى للسان الدين .
وقال لسان الدين فى ترجمة أبى عبد الله محمد بن عبد الرحمن الكرسوطى الفاسى نزيل مالقة ما صورته وأنشدنى وأنا بمالقه أحاول لوث العمامة وأستعين بالغير على الإحكام لها