( وكأن أرض قراره ديباجة ... قد زان حسن طرازها تشجير ) .
( وإذا تصعد نده نوءا ففى ... أنماطه نور به ممطور ) .
( شأو القصور قصورها عن وصفه ... سيان فيه خورنق وسدير ) .
( فإذا أجلت اللحظ فى جنباته ... يرتد وهو بحسنه محسور ) .
( وكأن موج البركتين أمامه ... حركات سجف صافحته دبور ) .
( صفت بصفتها تماثل فضة ... ملك النفوس بحسنها تصوير ) .
( فتدير من صفو الزلال معتقا ... يسرى إلى الأرواح منه سرور ) .
( ما بين آساد يهيج زئيرها ... وأساود يسلى لهن صفير ) .
( ودحت من الأنهار أرض زجاجة ... وأظلها فلك يضىء منير ) .
( راقت فمن حصبائها وفواقع ... تطفو عليها اللؤلؤ المنثور ) .
( يا حسنه من مصنع فبهاؤه ... باهى نجوم الأفق وهى تنور ) .
( وكأنما زهر الرياض بجنبه ... حيث التفت كواكب وبدور ) .
( ولدسته الأسمى تخير رصفه ... فخر الورى وإمامها المنصور ) .
( ملك أناف على الفراقد رتبة ... وأقلة فوق السماك سرير ) .
( قطب الخلافة تاج مفرق دولة ... رميت بجحفلها اللهام الكور ) .
( وجرى إلى أقصى العراق لرعيها ... جيش على جسر الفرات عبور ) .
( نجل النبى ابن الوصى سليل من ... حقن الدماء وعف وهو قدير ) .
( بحر الندى لكنه متموج ... سيف العلا لكنه مطرور ) .
( طود يخف لحلمه ووقاره ... ولجيشه يوم النزال ثبير ) .
( دامت معاليه ودام ومجده ... طوق على جيد العلا مزرور ) .
( وتعاهدته عن الفتوح بشائر ... يغدو عليه بها المسا وبكور )