( سموت فخر البدر دونى وانحطا ... وأصبح قرص الشمس فى أذنى قرطا ) .
( وصغت من الإكليل تاجا لمفرقى ... ونيطت بى الجوزاء فى عنقى سمطا ) .
( ولاحت بأطواقى الثريا كأنها ... نثير جمان قد تتبعته لقطا ) .
( وعديت عن زهر النجوم لاننى ... جعلت على كيوان رحلى منحطا ) .
( وأجريت من فيض السماحة والندى ... خليجا على نهر المجرة قد غطى ) .
( عقدت عليه الجسر للفخر فارتمت ... إليه وفود البحر تغرف ما أنطى ) .
( تنضنض ما بين الغروس كأنه ... وقد رقرقت حصباؤه حية رقطا ) .
( حواليه من دوح الرياض خرائد ... وغيد تجر من خمائلها مرطا ) .
( إذا أرسلت لدن الفروع وفتحت ... جنى الزهر لاح فى ذوائبها وخطا ) .
( يرنحها مر النسيم إذا سرى ... كما مال نشوان تشرب إسفنطا ) .
( يشق رياضا جادها الجود والندى ... سواء لديها الغيث أسكب أم أخطا ) .
( وسالت بسلسال اللجين حياضه ... بحارا غدا عرض البسيط لها شطا ) .
( تطلع منها وسط وسطاه دمية ... هى الشمس لا تخشى كسوفا ولا غمطا ) .
( حكت وحباب الماء فى جنباتها ... سنا البدر حل من نجوم السما وسطا ) .
( إذا غازلتها الشمس ألقى شعاعها ... على جسمها الفضى نهرا بها لطا ) .
( توسمت فيها من صفاء أديمها ... نقوشا كأن المسك ينقطها نقطا ) .
( إذا اتسقت بيض القباب قلادة ... فإنى لها فى الحسن درتها الوسطى ) .
( تكنفنى بيض الدمى فكأنها ... عذارى نضت عنها القلائد والريطا ) .
( قدود ولكن زانها الحسن عريها ... وأجمل فى تنعيمها النحت والخرطا ) .
( نمت صعدا تيجانها فتكسرت ... قوارير أفلاك السماح بها ضغطا ) .
( فيا لك شأوا بالسعادة آهلا ... بأكنافه رحل العلا والهدى حطا )