إليهم خوفا على نفسه فسمح به ملك الروم بعد اشتراط واشتطاط فكان وصوله إلى مدينة الملك بفاس يوم الاثنين الثانى والعشرين لصفر عام ثلاثة وستين وسبعمائة ودخوله داره مغرب ليلة الجمعة بطالع الثامن من السرطان وبه السعد الأعظم كوكب المشترى من الكواكب السيارة وقد كان الوزير قيم الأمر والمثل فى الكفاية والاضطلاع بالعظيمة عمر بن عبد الله بن على اليابانى لما ثار بعمه السلطان أبى سالم C تعالى وأقام الرسم بأخيه المعتوه المدعو بأبى عمر استدعى هذا المترجم به وقد نازله الأمير عبد الحليم ابن عمهم وتوجه عنه رسوله أثناء الحصار لما رأى الأمر لا يستقيم بمن نصبه فتلطف فيه إلى طاغية النصارى واستعان بالسلطان أبى عبد الله ابن نصر وقد جمعتهما إيالته فتم له اللحاق بالمغرب وانصرف الأمير عبد الحليم إلى سجلماسة فتملكها وتم الأمر للأمير أبى زيان يقوم به عنه وزيره ومستدعيه المذكور مصنوعا له فى خدمته أعانه الله تعالى وأصلح حاله وأحوال الخلق على يديه ووفدت عليه من محل الانقطاع بسلا وأنشدته قولى .
( لمن علم فى هضبة الملك خفاق ... أفاقت به من غشية الهرج آفاق ) .
( تقل رياح النصر منه غمامة ... تمد لها أيد وتخضع أعناق ) .
( وبيعة شورى أحكم السعد عقدها ... وأعمل إجماع عليها وإصفاق ) .
( قضى عمر فيها بحق محمد ... فسجل عهد للوفاء وميثاق ) .
( أحلما ترى عيناى أم هى فترة ... أعندكما فى مشكل الأمر مصداق ) .
( وفاض لفضل الله فى الأرض تبتغى ... ومجتمعات لا تريب وأسواق ) .
( وسرح تهنيه الكلاءة بالكلا ... وفلح لسقى الغيث قام له ساق )