( وأقول يا نفس اصبري فعسى النوى ... بصباح قرب ليلها يتبلج ) .
( فترقب السراء من دهر شجا ... والدهر من ضد لضد يخرج ) .
( وترج فرجة كل هم طارق ... فلكل هم في الزمان تفرج ) .
وتذكرت هنا جيمية ابن قلاقس وهي .
( عرضت لمعترض الصباح الأبلج ... حوراء في طرف الظلام الأدعج ) .
( فتمزقت شيم الدجى عن غرتي ... شمسين في أفق وكلة هودج ) .
( ووراء أستار الجمول لواحظ ... غازلن معتدل الوشيج الأعوج ) .
( من كل مبتسم السنان إذا جرى ... دمع النجيع من الكمي الأهوج ) .
( ولقد صحبت الليل قلص برده ... لعباب بحر صباحه المتموج ) .
( وكأن منتثر النجوم لآلىء ... نظمت على صرح من الفيروزج ) .
( وسهرت أرقب من سهيل خافقا ... متفردا وكأنه قلب الشجي ) .
( واستعبرت مقل السحاب فأضحكت ... منها ثغور مفوف ومدبج ) .
ولنعد إلى ذكر أبي بكر ابن جزي فنقول .
وله تقييد في الفقه على كتاب والده المسمى بالقوانين الفقهية ورجز في الفرائض وإحسانه كثير وتقدم قاضيا للجماعة بحضرة غرناطة ثامن شوال عام ستين وسبعمائة ثم صرف عنها ثم لما توفي الأستاذ الخطيب العالم الشهير أبو سعيد فرج بن لب C تعالى وكان خطيب الجامع الأعظم بغرناطة ولي عوضا عنه أستاذا وخطيبا عام اثنين وثمانين وسبعمائة فبقي في الخطابة ثلاثة أعوام ثم توفي وأظن وفاته آخر عام خمسة وثمانين وسبعمائة C تعالى