( وأصبح عن أم الحويرث ما سلا ... وجارتها أم الرباب بمأسل ) .
( وكن في مديح المصطفى كمدبج ... يقلب كفيه بخيط موصل ) .
( وأمل به الأخرى ودنياك دع فقد ... تمتعت من لهو بها غير معجل ) .
( وكن كنبيث للفؤاد منابث ... نصيح على تعذاله غير مؤتل ) .
( ينادي إلهي إن ذنبي قد عدا ... علي بأنواع الهموم ليبتلي ) .
( فكن لي مجيرا من شياطين شهوة ... علي حراص لو يسرون مقتلي ) .
( وينشد دنياه إذا ما تدللت ... أفاطم مهلا بعض هذا التدلل ) .
( فإن تصلي حبلي بخير وصلته ... وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي ) .
( وأحسن بقطع الحبل منك وبته ... فسلي ثيابي من ثيابك تنسل ) .
( أيا سامعي مدح الرسول تنشقوا ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل ) .
( وروضة حمد للنبي محمد ... غذاها نمير الماء غير المحلل ) .
( ويا من أبى الإصغاء ما أنت مهتد ... وما إن أرى عنك الغواية تنجلي ) .
( فلو مطفلا أنشدتها لفظها ارعوت ... فألهيتها عن ذي تمائم محول ) .
( ولو سمعته عصم طود أمالها ... فأنزل منها العصم من كل منزل ) .
وقد عرفت بحازم هذا في أزهار الرياض وذكرت جملة من نظمه ومن بارع ما وقع له قوله .
( أدر المدامة فالنسيم مؤرج ... والروض مرقوم البرود مدبج ) .
( والأرض قد لبست برود جمالها ... فكأنما هي كاعب تتبرج ) .
( والنهر مما ارتاح معطفه إلى ... لقيا النسيم عبابه متموج ) .
( يمسي الأصيل بعسجدي شعاعه ... أبدا يوشى صفحه ويدبج ) .
( وتروم أيدي الريح تسلب ما اكتسى ... فتزيده حسنا بما هي تنسج ) .
( فارتح لشرب كؤوس راح نورها ... بل نارها في مائها تتوهج )