عن جماعة وانصرف إلى المدينة المشرفة ثم قفل مع الركب الشامي إلى دمشق ثم كر إلى المغرب لا يمر بمجلس علم أو تعلم إلا روى أو روى واحتل رندة حرسها الله أواخر عام خمسة وثمانين وستمائة وفأقام بها عينا في قرابته وعلما في أهله معظما لديهم إلى أن أوقع السلطان بالوزراء من بني حبيب الوقيعة البرمكية وورد رندة في أثر ذلك فتعرض إليه وهنأه بقصيدة طويلة من أوليات شعره أولها .
( هل إلى رد عشيات الوصال ... سبب أم ذاك من ضرب المجال ) .
فلما أنشدها إياه أعجب به وبحسن خطه ونصاعة ظرفه فأثنى عليه واستدعاه إلى الوفادة على حضرته فوفد آخر عام ستة وثمانين فأثبته في خواص دولته وأحظاه لديه إلى أن رقاه إلى كتابة الإنشاء ببابه واستمرت حاله معظم القدر مخصوصا بالمزية إلى أن توفي السلطان ثاني الملوك من بني نصر وتقلد الملك بعده ولي عهد أبو عبد الله فزاد في إحظائه وتقريبه وجمع له بين الكتابة والوزارة ولقبه بذي الوزارتين وأعطاه العلامة وقلده الأمر فبعد الصيت وطاب الذكر إلى أن كان من أمره ما كان انتهى ملخصا .
وقال في الإحاطة بعد كلام طويل في ترجمته قال شيخنا الوزير أبو بكر ابن الحكيم ولده وجدت بخطه C تعالى رسالة خاطب بها أخاه الأكبر أبا إسحاق إبراهيم افتتحها بقصيدة أولها .
( ذكر اللوى شوقا إلى أقماره ... فقضى أسى أو كاد من تذكاره ) .
( وعلا زفير حريق نار ضلوعه ... فرمى على وجناته بشراره )