وحكى في مزية المرية من كراماته جملة قال حفيده الشيخ أبو البركات دخلت على الشيخ الصالح العابد المجتهد الحاج أبي عبد الله محمد بن علي البكري المعروف بابن الحاج في منزله بالمرية عائدا قال أظنه في مرضه الذي مات فيه فقال حين سألته عن حاله ادع لي فقلت له يا سيدي بل أنت تدعو لي فقال لي شرح الله صدرك ونور قلبك بنور معرفته فمن عرف الله لم يذكر غيره فقد حكى سيدي أبو جعفر ابن مكنون عن جدك قال كنت مع سيدي أبي إسحاق ابن الحاج بمراكش فقال لي هل ترى في المنام شيئا فقلت نعم أرى كأني في المرية أمشي من الدار إلى المسجد ومن كذا إلى كذا فأعرض عني وقال ألا ترى إلا الله قال ثم مر به في أثناء كلامه ابنه محمد فقال لي رأيت هذا والله ما أدري أن لي ابنا حتى يمر بي ولا أذكره إذا غاب عني ولا أرى إلا الله انتهى .
ومن تآليف أبي البركات C تعالى كتاب ذكر فيه أخبار سلفه Bهم وذكر جملة من كرامات جدي سيدي أبي إسحاق المذكور نفعنا الله به .
ومن شعر جده المذكور قوله .
( ألا كرم الله البلاد بخطبة ... هم حسنات الدهر لا نابهم خطب ) .
( رعايتهم فرض على كل مسلم ... وحبهم حقا قد أوجبه الرب ) .
( إذا ما سألت الله شيئا فسل بهم ... فتعظيمهم قرب وغيبتهم حرب ) .
وقوله .
( شكا فشكا قلبي خبالا مبرحا ... على غير علم كان مني بشكواه ) .
( وما التقت الأسرار إلا بجامع ... من النعت سلطان الحقيقة سواه )