أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي لشيخه الرئيس أبي محمد عبد المهيمن الحضرمي السبتي C تعالى قوله .
( يجفى الفقير ويغشى الناس قاطبة ... باب الغني كذا حكم المقادير ) .
( وإنما الناس أمثال الفراش فهم ... يلفون حيث مصابيح الدنانير ) .
قلت ورأيت هذين البيتين في كتاب روح الشحر وروح الشعر للعالم الكاتب ابن الجلاب منسوبين لأبي المتوكل الهيثم بن أحمد السكوني الإشبيلي قال أنشدني أبو الحجاج الحافظ قال أنشدني الهيثم فذكر البيتين وكان تاريخ وفاته قبل أن يخلق عبد المهيمن فتعين أن البيتين ليسا من نظمه وإنما تمثل بهما ونسبتهما له وهم لا محالة والله أعلم .
وأما ما اشتهر على الألسنة بالمغرب من أن أبا حيان مدح عبد المهيمن بقوله .
( ليس في الغرب عالم ... مثل عبد المهيمن ) .
( نحن في العلم أسوة ... أنا منه وهو مني ) .
فقد نسبه ابن غازي إلى ابن حيان كما اشتهر لكن تاريخ مرور أبي حيان بالمغرب كان قبل ظهور عبد المهيمن بلا خفاء وهو عندي محمول على أحد أمرين أن المراد عبد المهيمن جد عبد المهيمن المذكور أو أن أبا حيان كتب بالبيتين من مصر بعدما ظهر عبد المهيمن وصارت له الرياسة بالمغرب إذ أبو حيان عاش إلى ذلك الزمان بلا ريب ولذا لما ذكر لسان الدين ابن الخطيب في كتابه الكتيبة الكامنة في أنباء أهل المائة الثامنة الشيخ أبا حيان قال وهذا الرجل طالت حياته حتى أجاز ولدي .
ولعبد المهيمن المذكور أخبار غير ما قدمناه منع منها الاختصار وقد ألف الخطيب ابن مرزوق باسم ولد فهرسته المشهورة وحلاه في صدرها أحسن