( فمزق ساجي الليل منه شراره ... وخرق ستر الغيم منه نصول ) .
( تبسم ثغر الروض عند ابتسامه ... وفاضت عيون للغمام همول ) .
( ومالت غصون البان نشوى كأنها ... يدار عليها من صباه شمول ) .
( وغنت على تلك الغصون حمائم ... لهن حفيف فوقها وهديل ) .
( إذا سجعت في لحنها ثم قرقرت ... يطيح خفيف دونها وثقيل ) .
( سقى الله ربعا لا تزال تشوقني ... إليه رسوم دونها وطلول ) .
( وجاد رباه كلما ذر شارق ... من الودق هتان أجش هطول ) .
( وما لي أستسقي الغمام ومدمعي ... سفوح على تلك العراص همول ) .
( وعاذلة باتت تلوم على السرى ... وتكثر من تعذالها وتطيل ) .
( تقول إلى كم ذا فراق وغربة ... ونأي على ما خيلت ورحيل ) .
( ذريني أسعى للتي تكسب العلا ... سناء وتبقي الذكر وهو جميل ) .
( فإما تريني من ممارسة الهوى ... نحيلا فحد المشرفي نحيل ) .
( وفوق أنابيب اليراعة صعدة ... تزين وفي قد القناة ذبول ) .
( ولولا السرى لم يجتل البدر كاملا ... ولا بات منه للسعود نزيل ) .
( ولولا اغتراب المرء في طلب العلا ... لما كان نحو المجد منه وصول ) .
( ولولا نوال ابن الحكيم محمد ... لأصبح ربع المجد وهو محيل ) .
( وزير سما فوق السماك جلالة ... وليس له إلا النجوم قبيل ) .
( من القوم أما في الندى فإنهم ... هضاب وأما في الندى فسيول ) .
( حووا أشرف العلياء إرثا ومكسبا ... وطابت فروع منهم وأصول ) .
( وما جونة هطالة ذات هيدب ... مرتها شمال حرجف وقبول ) .
( لها زجل من رعدها ولوامع ... من البرق عنها للعيون كلول ) .
( كما هدرت وسط القلاص وأرسلت ... شقاشقها عند الهياج فحول ) .
( بأجود من كف الوزير محمد ... إذا ما توالت للسنين محول )