وضعها في زمان بني أمية ومن سلك مسلكهم ولا سبيل أن يتسمى بهذه السمة إلا من هو وال للحكم الشرعي في مدينة جليلة وإن كانت صغيرة فلا يطلق على حاكمها إلا مسدد خاصة وقاضي القضاة يقال له قاضي القضاة وقاضي الجماعة .
5 - خطة الشرطة .
وأما خطة الشرطة بالأندلس فإنها مضبوطة إلى الآن معروفة بهذه السمة ويعرف صاحبها في ألسن العامة بصاحب المدينة وصاحب الليل وإذا كان عظيم القدر عند السلطان كان له القتل لمن يحب عليه دون استئذان السلطان وذلك قليل ولا يكون إلا في حضرة السلطان الأعظم وهو الذي يحد على الزنا وشرب الخمر وكثير من الأمور الشرعية راجع إليه قد صارت تلك عادة تقرر عليها رضا القاضي وكانت خطة القاضي أوقر وأتقى عندهم من ذلك .
6 - الحسبة .
وأما خطة الاحتساب فإنها عندهم موضوعة في أهل العلم والفطن وكأن صاحبها قاض والعادة فيه أن يمشي بنفسه راكبا على الأسواق وأعوانه معه وميزانه الذين يزن به الخبز في يد أحد الأعوان لأن الخبز عندهم معلوم الأوزان للربع من الدرهم رغيف على وزن معلوم وكذلك للثمن وفي ذلك من المصحلة أن يرسل المبتاع الصبي الصغير أو الجارية الرعناء فيستويان فيما يأتيانه به من السوق مع الحاذق في معرفة الأوزان وكذلك اللحم تكون عليه ورقة بسعره