حاله من الكتاب المؤتمن كان هذا الرجل قيما على التهذيب ورسالة ابن أبي زيد حسن الإقراء لهما وله عليهما تقييدان نبيلان قيدهما أيام قراءته إياهما على أبي الحسن الصغير حضرت مجالسه بمدرسة عدوة الأندلس من فاس ولم أر في متصدري بلده أحسن تدريسا منه كان فصيح اللسان سهل الألفاظ موفيا حقوقها وذلك لمشاركته الحضر فيما بأيديهم من الأدوات وكان مجلسه وقفا على التهذيب والرسالة وكان مع ذلك سمحا فاضلا حسن اللقاء على خلق بائنة على أخلاق أهل مصره امتحن بصحبة السلطان فصار يستعمله في الرسائل فمر في ذلك حظ كبير من عمره ضائعا لا في راحة دنيا ولا في نصب آخرة ثم قال وهذه سنة الله قيمن خدم الملوك ملتفتا إلى ما يعطونه لا إلى ما يأخذون من عمره وراحته أن يبوء بالصفقة الخاسرة لطف الله بمن ابتلى بذلك وخلصنا خلاصا جميلا .
ومن كتاب عائد الصلة الشيخ الفقيه الحافظ القاضي من صدور المغرب مشاركة في العلم وتبحرا في الفقه كان وجيها عند الملوك صحبهم وحضر مجالسهم واستعمل في السفارة فلقيناه بغرناطة وأخذنا بها عنه تام السراوة حسن العهد مليح المجالس أنيق المحاضرة كريم الطبع صحيح المذهب .
تصانيفه قيد على المدونة بمجلس شيخه أبي الحسن كتابا مفيدا وضم أجوبته على المسائل في سفر وشرح كتابه الرسالة شرحا عظيم الإفادة .
مشيخته لازم أبا الحسن الصغير وهو كان قارئ كتب الفقه عليه وجل انتفاعه في التفقه به وروى عن أبي زكريا ابن يس قرأ عليه كتاب