( رحنا تغنينا ونرشف ثغرها ... والشمس تنظر مثل عين الأخزر ) .
( والروض بين مفضض ومعسجد ... والجو بين ممسك ومعصفر ) .
وكان السلطان أمير المؤمنين أبو عنان المريني C تعالى كثير العناية بنظم ابن خميس وروايته قال C تعالى أنشدنا القاضي خطيب حضرتنا العلية أبو عبد الله محمد بن عبد الرزاق بقصر المصارة يمنه الله قال أنشدنا بلفظه شيخ الأدباء وفحل الشعراء أبو عبد الله ابن خميس لنفسه .
( أنبت ولكن بعد طول عتاب ... وفرط لجاج ضاع فيه شبابي ) .
( وما زلت والعلياء تعني غريمها ... أعلل نفسي دائما بمتاب ) .
( وهيهات من بعد الشباب وشرخه ... يلذ طعامي أو يسوغ شرابي ) .
( خدعت بهذا العيش قبل بلائه ... كما يخدع الصادي بلمع سراب ) .
( تقول هو الشهد المشور جهالة ... وما هو إلا السم شيب بصاب ) .
( وما صحب الدنيا كبكر وتغلب ... ولا ككليب ريء فخل ضراب ) .
( إذا كعت الأبطال عنها تقدموا ... أعاريب غرا في متون عراب ) .
( وإن ناب خطب أو تفاقم معضل ... تلقاه منهم كل أصيد ناب ) .
( تراءت لجساس مخيلة فرصة ... تأتت له في جيئة وذهاب ) .
( فجاء بها شوهاء تنذر قومها ... بتشييد أرجام وهدم قباب ) .
( وكان رغاء السقب في قوم صالح ... حديثا فأنساه رغاء سراب ) .
( فما تسمع الآذان في عرصاتهم ... سوى نوح ثكلى أو نعيب غراب ) .
( وسل عروة الرحال عن صدق بأسه ... وعن بيته في جعفر بن كلاب ) .
( وكانت على الأملاك منه وفادة ... إذا آب منها آب خير مآب )