( لمن المنازل لا يجيب صداها ... محيت معالمها وصم صداها ) .
وذلك آخر شهر رمضان من سنة ثمان وسبعمائة ثم لم يزد على ذلك إلى أن توفي C تعالى فكان آخر ما صدر عنه من الشعر وقد أشار معناه إلى منعاه وآذن أولاه بحضور أخراه وكانت وفاته بحضرة غرناطة قتيلا ضحوة يوم الفطر مستهل شوال سنة ثمان وسبعمائة وهو ابن نيف وستين سنة وذلك يوم مقتل مخدومه الوزير ابن الحكيم أصابه قاتله بحقده على مخدومه وكان آخر ماسمع منه ( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ) غافر 28 واستفاض من حال القاتل أنه هلك قبل أن يكمل سنة من حين قتله من فالج شديد أصابه فكان يصيح ويستغيث ابن خميس يطالبني ابن خميس يضربني ابن خميس يقتلني وما زال الأمر يشتد به حتى قضى نحبه على تلك الحال نعوذ بالله من الورطات ومواقعات العثرات انتهى ملخصا .
وحكى غيره أن بعضهم كتب بعد قوله لمن المنازل لا يجيب صداها ما نصه لابن الحكيم ومن بديع نظم ابن خميس قوله .
( تراجع من دنياك ما أنت تارك ... وتسألها العتبى وها هي فارك ) .
( تؤمل بعد الترك رجع ودادها ... وشر وداد ما تود الترائك ) .
( حلا لك منها ما حلا لك في الصبا ... فأنت على حلوائه متهالك ) .
( تظاهر بالسلوان عنها تجملا ... فقلبك محزون وثغرك ضاحك ) .
( تنزهت عنها نخوة لا زهادة ... وشعر عذاري أسود اللون حالك ) .
وهي طويلة طنانة وفي آخرها يقول .
( فلا تدعون غيري لدفع ملمة ... إذا ما دهى من حادث الدهر داهك )