( وأوجز أمري أن دهري كله ... كما شاءت الحسناء يوم الهزيمة ) .
( أروح وما يلقى التأسف راحتي ... وأغدو وما يعدو التفجع خطتي ) .
( وكالبيض بيض الدهر والسمر سوده ... مساءتها في طي طيب المسرة ) .
( وشأن الهوى ماقد عرفت ولا تسل ... وحسبك أن لم يخبر الحب رؤيتي ) .
( سقام بلا برء ضلال بلا هدى ... أوام بلا ري دم لا بقيمة ) .
( ولا عتب فالأيام ليس لها رضى ... وإن ترض منها الصبر فهو تعنتي ) .
( ألا أيها اللوام عني قوضوا ... ركاب ملامي فهو أول محنتي ) .
( ولا تعذلوني في البكاء ولا البكى ... وخلوا سبيلي ما استطعتم ولوعتي ) .
( فما سلسلت بالدمع عيني إن جنت ... ولكن رأت ذاك الجمال فجنت ) .
( تجلى وأرجاء الرجاء حوالك ... ورشدي غاو والعمايات عمت ) .
( فلم يستبن حتى كأني كاسف ... وراجعت إبصاري له وبصيرتي ) .
ومن فصل الاتصال .
( وكم موقف لي في الهوى خضت دونه ... عباب الردى بين الظبي والأسنة ) .
( فجاوزت في حدي مجاهدتي له ... مشاهدتي لما سمت بي همتي ) .
( وحل جمالي في الجلال فلا أرى ... سوى صورة التنزيه في كل صورة ) .
( وغبت عن الأغيار في تيه حيرتي ... فلم أنتبه حتى امتحى اسمي وكنيتي ) .
( وكاتبت ناسوتي بأمارة الهوى ... وعدت إلى اللاهوت بالمطمئنة ) .
( وعلم يقيني صار عينا حقيقة ... ولم يبق دوني حاجب غير هيبتي ) .
( وبدلت بالتلوين تمكين عزة ... ومن كل أحوالي مقامات رفعة ) .
( وقد غبت بعد الفرق والجمع موقفي ... مع المحو والإثبات عند تثبتي )