فيهما نصفهما ولا تزال كذلك الزيادة نصف سبع في اليوم والليلة حتىيكمل امتلاؤهما بكمال القمر فإذا كان في ليلة خمسة عشر وأخذ القمر في النقصان نقصتا بنقصان القمر كل يوم وليلة نصف سبع حتى يتم القمر واحدا وعشرين يوما فينقص منهما نصفهما ولا يزال كذلك ينقص في كل يوم وليلة نصف سبع فإذا كان تسعة وعشرون من الشهر لا يبقى فيهما شيء من الماء وإذا تكلف أحد حين تنقصان أن يملأهما وجلب لهما الماء ابتلعتا ذلك من حينهما حتى لا يبقى فيهما إلا ما كان فيهما في تلك الساعة وكذا لو تكلف عند امتلائهما إفراغهما ولم يبق فيهما شيئا ثم رفع يده عنهما خرج فيهما من الماء ما يملؤهما في الحين وهما أعجب من طلسم الهند لأن ذلك في نقطة الاعتدال حيث لا يزيد الليل على النهار وأما هاتان فليستا في مكان الاعتدال ولم تزالا في بيت واحد حتى ملك النصارى دمرهم الله طليلة فأراد الفنش أن يعلم حركاتهما فأمر أن تقلع الواحدة منهما لينظر من أين يأتي إليها الماء وكيف الحركة فيهما فقلعت فبطلت حركتهما وذلك سنة 528 وقيل إن سبب فسادهما حنين اليهودي الذي جلب حمام الأندلس كلها إلى طليلة في يوم واحد وذلك سنة 527 وهو الذي أعلم الفنش أن ولده سيدخل قرطبة ويملكها فأراد أن يكشف حركة البيلتين فقال له أيها الملك أنا أقلعهما وأردهما أحسن مما كانتا وذلك أني أجعلهما تمتلئان بالنهار وتحسران في الليل فلما قلعت لم يقدر على ردها وقيل إنه قلع واحدة ليسرق منها الصنعة فبطلت ولم تزل الأخرى تعطي حركتها والله