إحدى النقطتين للطاء فصارت اللطافة اللظافة واللين واللبن وإن كان قد صحف عنم بغنم وظن أن يعقد جبن فقد قوي عنده الوهم فقال أبو إسحاق ما خرجت عن صوبه فلما جاء سألاه فأخبر أنها اللبن واستشهد بالبيت كما قال مالك .
ولا تعجب من مالك فقد ورد فاسا شيخنا أبو عبد الله محمد بن يحيى الباهلي عرف بابن المسفر رسولا عن صاحب بجاية فزاره الطلبة فكان فيما حدثهم أنهم كانوا على زمان ناصر الدين يستشكلون كلاما وقع في تفسير سورة الفاتحة من كتاب فخر الدين ويستشكله الشيخ معهم وهذا نصه ثبت في بعض العلوم العقلية أن المركب مثل البسيط في الجنس والبسيط مثل المركب في الفصل وأن الجنس أقوى من الفصل فرجعوا به إلى الشيخ الآبلي فتأمله ثم قال هذا كلام مصحف وأصله أن المركب قبل البسيط في الحس والبسيط قبل المركب في العقل وأن الحس أقوى من العقل فأخبروا ابن المسفر فلج فقال لهم الشيخ التمسوا النسخ فوجدوه في بعضها كما قال الشيخ والله يؤتي فضله من يشاء .
قال لي الأبلي لما نزلت تازي بت مع أبي الحسن ابن بري وأبي عبد الله الترجالي فاحتجت إلى النوم وكرهت قطعهما عن الكلام فاستكشفتهما عن معنى هذا البيت للمعري .
( أقول لعبد الله لما سقاؤنا ... ونحن بوادي عبد شمس وهاشم ) .
فجعلا يفكران فيه فنمت حتى أصبحا ولم يجداه فسألاني عنه فقلت معناه أقول لعبد الله لما وهى سقاؤنا ونحن بوادي عبد شمس شم لنا برقا