ذلك فأما البخاري فحدثني به قراءة منه على أحمد بن الشحنة الحجار سنة ثلاثين وسبعمائة وكان الحجار قد سمعه على ابن الزبيدي سنة ثلاثين وستمائة وهذا ما لا يعرف له نظير في الإسلام وقد قال عبد الغني الحافظ لا نعرف في الإسلام من وازاه غير عبد الله بن محمد البغوي في قدم السماع فإنه توفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة قال ابن خلاد سمعناه يقول أخبرنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني سنة خمس وعشرين ومائتين وسمعه ابن الزبيدي على أبي الوقت بسنده قال لي ابن مزاحم هذا طريق كله سماع واما الشاطبيتان فحدثني بهما قراءة عليه لجميعهما عن بدر الدين ابن جماعة بقراءتهما عليه عن أبي الفضل هبة الله بن الأزرق بقراءتهما عليه عن المؤلف كذلك وحدثني بتسهيل الفوائد عن ابن جماعة عن المؤلف ابن مالك وغير ذلك .
14 - وممن ورد عليها لا يريد الإقامة بها شيخي وبركتي وقدوتي أبو عبد الله محمد بن حسين القرشي الزبيدي التونسي .
حدثني بالصحيحين قراءة لبعضهما ومناولة لجميعهما عن أبي اليمن ابن عساكر لقيه بمكة سنة إحدى وثمانين وستمائة بسنده المشهور وحدثني أيضا أن أبا منصور العجمي حدثه بمحضر الشيخين والده حسين وعمه حسن وأثنى عليه دينا وفضلا أنه أدخل ببعض بلاد المشرق على المعمر أدخله عليه بعض ولد ولده فألفاه ملفوفا في قطن وسمع له دويا كدوي النحل فقيل له ألقيت رسول الله ورأيته قال نعم قلت ليس في هذا ما يستراب منه إلا الشيخ المعمر فإنا لا نعرف حاله فإن صح فحديثنا عنه