فجاء عبد الحق يوما وعليه برنس أبيض وقد حسنت شارته وكملت هيأته فلما نظر إليه ابن الغماز أنشده .
( لبس البرنس الفقيه فباهى ... ورأى أنه المليح فتاها ) .
( لو زليخا رأته حين تبدى ... لتمنته أن يكون فتاها ) .
وبه أن ابن الغماز جلس لارتقاب الهلال بجامع الزيتونة فنزل الشهود من المئذنة وأخبروا أنهم لم يهلوه وجاء حفيد له صغير فأخبره أنه أهله فردهم معه فأراهم إياه فقال ما أشبه الليلة بالبارحة وقع لنا مثل هذا مع أبي الربيع ابن سالم فأنشدنا فيه .
( توارى هلال الأفق عن أعين الورى ... وأرخى حجاب الغيم دون محياه ) .
( فلما تصدى لارتقاب شقيقه ... تبدى له دون الأنام فحياه ) .
سمعت الشريف يقول أول زجل عمل في الدنيا .
( بالله يا طير مدلل ... مر بي وسط القفار ) .
( إياك تجدد لعاده ... ترمي حجيرة في داري ) .
7 - ومنهم قاضي جماعتها وكاتب خلافتها وخطيب جامعها أبو عبد الله محمد بن منصور بن علي بن هدية القرشي من ولد عقبة بن نافع الفهري نزلها سلفه قديما وخلفه بها إلى الآن توفي في أواسط سنة خمس وثلاثين وسبعمائة وشهد جنازته سلطانها يومئذ أبو تاشفين وولى ابنه أبا علي منصورا مكانه يومئذ ولما ثقل لسانه دعا ابنه هذا فقال له اكتب هذين البيتين فإني نظمتهما على هذه الحالة فكتب .
( إلهي مضت للعمر سبعون حجة ... جنيت بها لما جنيت الدواهيا )