السهو فإن أخال الإعراض فمبطل عمده فقال معناه أخال غيره أنه معرض فحذف المفعول لجوازه وأقام المصدر مقام المفعولين كما يقوم مقامه ما في معناه من أن وأن قال الله العظيم ( الم أحسب الناس أن يتركوا ) العنكبوت 1 - 2 قلت وأقوى من هذا أن يكون المصدر هو المفعول الثاني وحذف الثالث اختصارا لدلالة المعنى عليه أي فإن أخال الإعراض كائنا قالوا خلت ذلك وقد أعربت الآية بالوجهين وهذا عندي أقرب ومن هذا الباب ما يكتب به القضاة من قولهم أعلم باستقلاله فلان أي أعلم فلان من يقف عليه بأن الرسم مستقل فحذفوا الأول وصاغوا ما بعده المصدر .
سئل عمران وأنا عنده عما صبغ من الثياب بالدم فكانت حمرته منه فقال يغسل فإن لم يخرج شيء من ذلك في الماء فهو طاهر لأن المتعلق به على هذا التقدير ليس إلا لون النجاسة وإذا عسر قلعه بالماء فهو عفو وإلا وجب غسله إلى أن لا يخرج منه شيء قلت في البخاري قال معمر رأيت الزهري يصلي فيما صبغ بالبول من ثياب اليمن وتفسيره على ما ذكره عمران وكان قد صاهر لقاضي الجماعة أبي عبد الله بن هربة على ابنته فلم تزل عنده إلى أن توفي عنها .
4 - ومنهم مشكاة الأنوار الذي يكاد زيته يضيء ولو لم تمسسه نار الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن حكم السلوي C تعالى ورد تلمسان بعد العشرين ثم لم يزل بها إلى أن قتل يوم دخلت على بني عبد الواد وذلك في الثامن والعشرين من شهر رمضان عام سبعة وثلاثين وسبعمائة .
قال لي الشيخ ابن مرزوق ابتدأ أمر بني عبد الواد بقتلهم لأبي الحسن السعيد وكان أسمر لأم ولد تسمى العنبر وختم بقتل أبي الحسن ابن عثمان إياهم وهو بصفته المذكورة حذوك النعل بالنعل فسبحان من دقت حكمته في كل شيء