نفسه باللفيف قد صار نكرة بعد العلمية والتعريف وسكن بعض مواضع المدرسة منقبضا عن الناس لا يظهر إلا لصلاة يشهد جماعتها ودعوة للعباد يخاف إضاعتها ثم تلاحق إرسالكم الجلة الذي تحق لمثلهم التجلة فحضروا لدينا وأدوا المخاطبة الكريمة كما ذكر إلينا وتكلمنا معهم في القضية وتنخلنا في الوجوه المرضية فلم نجد وجها أخلص من هذا الغرض ولا علاجا يتكفل ببرء المرض من إن كلفناهم الإقامة التي يتبرك بيمن جوارها ويعمل على إيثارها بخلاف ما نخاطب مقامكم بهذا الكتاب الذي مضمنه شفاعة يضمن حباؤكم احتسابها ويرعى انتماءها إلى الخلوص وانتسابها ويعيدها وقد أعملت الحظوة أثوابها ونقصدكم ومثلكم من يقصد في المهمة فأنتم المثل الذائع في عموم الحلم وعلو الهمة في أن تصدروا له مكتوبا مكمل الفصول مقرر الأصول يذهب الوجل ويرفع الخجل ويسوغ من مآربه لديكم الأمل ويخلص النية ويرتب العمل حتى يظهر ما لنا عند أبوتكم من تكميل المقاصد جريا على ما بذلتم من جميل العوائد وإذا تحصل ذلك كان بفضل الله إيابه وأناخت بعقوة وعدكم الوفي ركابه ويحصل لمقامكم عزه ومجده وثوابه وأنتم ممن يرعى أمور المجد حق الرعاية ويجري في معاملة الله تعالى على ما أسس من فضل البداية وتحقق الظنون فيما لديه من المدافعة عن حوزة الإسلام والحماية هذا ما عندنا أعجلنا به الإعلام وأعملنا فيه الأقلام بعد ان أجهدنا الاختيار وتنخلنا الكلام وجوابكم بالخير كفيل ونظركم لنا وللمسلمين جميل والله تعالى يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام انتهى .
قلت هذه آفة مخالطة الملوك فإن مولاي الجد المذكور كان نزل عن القضاء وغيره فلما أراد التخلي إلى ربه لم يتركه السلطان أبو عنان كما رأيت