ثم قال الشاطبي ما نصه أخذ هذا المعنى فتممه من قطعة أنشدناها شيخنا القاضي أبو القاسم الشريف رحمة الله تعالى عليه أذكر الآن آخر بيت منها وهو .
( يا من رأى النار إن تطفأ مخالفة ... فبالرياح وإن توقد فبالماء ) .
وأخذ عن الشريف المذكور C تعالى جماعة غير لسان الدين من أشهرهم العلامة النظار أبو إسحاق الشاطبي والوزير الكاتب أبو عبد الله ابن زمرك .
قال حفيد السلطان الغني بالله بن الأحمر C تعالى في حق ابن زمرك إنه كان يتردد في الأعوام العديدة إلى قاضي الجماعة أبي القاسم الشريف فأحسن الإصغاء وبذ الأئمة البلغاء بما أوجب أن رثاه عند الوقوف على قبره بالقصيدة الفريدة التي أولها .
( أغرى سراة الحي بالإطراق ... ) .
وقال في موضع آخر ومما بذ به يعني ابن زمرك سبقا وتبريزا وعرضه على نقدة البيان فرأت منه كل مذهبة خلصت إبريزا مرثيته للقاضي المعظم الشريف أبي القاسم الحسني من شيوخه وهي .
( أغرى سراة الحي بالإطراق ... نبأ أصم مسامع الآفاق ) .
( أمسى به ليل الحوادث داجيا ... والصبح أصبح كاسف الإشراق ) .
( فجمع الجميع بواحد جمعت له ... شتى العلا ومكارم الأخلاق ) .
( هبوا لحكمكم الرصين فإنه ... صرف القضاء فما له من واق ) .
( نقش الزمان بصرفه في صفحة ... كل اجتماع مؤذن بفراق ) .
( ماذا ترجى من زمانك بعدما ... علق الفناء بأنفس الأعلاق )