والله أعلم .
هكذا رأيت في كلام بعض علماء المشارقة والذي رأيته لبعض مؤرخي المغرب في سرقسطة أنها لا تدخلها عقرب ولا حية إلا ماتت من ساعتها ويؤتى بالحيات والعقارب إليها حية فبنفس ما تدخل إلى جوف البلد تموت قال ولا يتسوس فيها شيء من الطعام ولا يعفن ويوجد فيها القمح من مائة سنة والعنب المعلق من ستة أعوام والتين والخوخ وحب الملوك والتفاح والإجاص اليابسة من أربعة أعوام والفول والحمص من عشرين سنة ولا يسوس فيها خشب ولا ثوب صوفا كان أو حريرا أو كتانا وليس في بلاد الأندلس أكثر فاكهة منها ولا أطيب طع ما ولا أكبر جرما والبساتين محدقة بها من كل ناحية ثمانية أميال ولها أعمال كثيرة مدن وحصون وقرى مسافة أربعين ميلا وهي تضاهي مدن العراق في كثرة الأشجار والانهار وبالجملة فأمرها عظيم وقد أسلفنا ذكرها .
السمور بالأندلس .
واعلم أن بأرض الاندلس من الخصب والنضرة وعجائب الصنائع وغرائب الدنيا ما لا يوجد مجموعه غالبا في غيرها فمن ذلك ما ذكره الحجاري في المسهب أن السمور الذي يعمل من وبره الفراء الرفيعة يوجد في البحر المحيط بالأندلس من جهة جزيرة برطانية ويجلب إلى سرقسطة ويصنع بها ولما ذكر ابن غالب وبر السمور الذي يصنع بقرطبة قال هذا السمور المذكور هنا لم أتحقق ما هو ولا ما عني به إن كان هو نباتا عندهم أو وبر الدابة المعروفة فإن كانت الدابة المعروفة فهي دابة تكون في البحر وتخرج إلى البر وعندها قوة ميز