الشرح في مجلدين كبيرين وفيه من الفوائد ما لا مزيد عليه رأيته بالمغرب واستفدت منه كثيرا .
ومن فوائد الشريف المذكور أنه قال فيما جاء من الحديث في صفة وضوء رسول الله فأقبل بهما وأدبر إن أحسن الوجوه في تأوليه أن يكون قدم الإقبال تفاؤلا ثم فسر بعد ذلك على معنى أدبر وأقبل قال والعرب تقدم في كلامها ألفاظا على ألفاظ أخرى وتلتزمه في بعض المواضع كقولهم قام وقعد ولا تقول قعد وقام وكذلك أكل وشرب ودخل وخرج وعلى هذا النمط كلام العرب فتكون هذه المسألة من هذا قال ويؤيد ما قلناه وهو موضع النكتة تفسيره لأقبل وأدبر في باقي الحديث على معنى أدبر ثم أقبل ولو كان اللفظ على ظاهره لم يحتج إلى تفسير انتهى .
وحدث C تعالى عن جده لأمه قال كنت بالمشرق فدخلت على بعض القرائين فألفيت الطلبة يعربون عليه قول امرئ القيس .
( كأن أبانا في أفانين ودقه ... كبير أناس في بجاد مزمل ) .
فأنشد ولا أدري هل هي له أو لغيره .
( إذا ما الليالي جاورتك بساقط ... وقدرك مرفوع فعنه ترحل ) .
( ألم تر ما لاقاه في جنب جاره ... كبير أناس في بجاد مزمل ) .
وكان بعض الناس ينشد في هذا المقصد قول الآخر .
( عليك بأرباب الصدور فمن غدا ... مضافا لأرباب الصدور تصدرا )