( لسماح كفك كلما استوهبته ... يزري بغيث الديمة المدرار ) .
( لله حضرتك العلية لم تزل ... يلقي الغريب بها عصا التسيار ) .
( كم من طريد نازح قذفت به ... أيدي النوى في القفر رهن سفار ) .
( بلغته ما شاء من آماله ... فسلا عن الأوطان بالأوطار ) .
( صيرت بالإحسان دارك داره ... متعت بالحسنى وعقبى الدار ) .
( والخلق تعلم أنك الغوث الذي ... يضفي عليها وافي الأستار ) .
( كم دعوة لك في المحول مجابة ... أغرت جفون المزن باستعبار ) .
( جادت مجاري الدمع من قطر الندى ... فرعى الربيع لها حقوق الجار ) .
( فأعاد وجه الأرض طلقا مشرقا ... متضاحكا بمباسم النوار ) .
( يا من مآثره وفضل جهاده ... تحدى القطار بها إلى الأقطار ) .
( حطت البلاد ومن حوته ثغورها ... وكفى بسعدك حاميا لذمار ) .
( فلرب بكر للفتوح خطبتها ... بالمشرفية والقنا الخطار ) .
( وعقيلة للكفر لما رعتها ... أخرست من ناقوسها المهذار ) .
( أذهبت من صفح الوجود كيانها ... ومحوتها إلا من التذكار ) .
( عمروا بها جنات عدن زخرفت ... ثم انثنوا عنها ديار بوار ) .
( صبحت منها روضة مطلولة ... فأعدتها للحين موقد نار ) .
( واسود وجه الكفر من خزي متى ... ما احمر وجه الأبيض البتار ) .
( ولرب روض للقنا متأود ... ناب الصهيل به عن الأطيار ) .
( مهما حكت زهر الأسنة زهره ... حكت السيوف معاطف الأنهار ) .
( متوقد لهب الحديد بجوه ... تصلى به الأعداء لفح أوار ) .
( فبكل ملتفت صقال مشهر ... قداح زند للحفيظة واري ) .
( في كف أروع فوق نهد سابح ... متموج الأعطاف في الإحضار ) .
( من كل منخفر بلمحة بارق ... حمل السلاح به على طيار ) .
( من أشهب كالصبح يطلع غرة ... في مستهل العسكر الجرار )