مظهرا في الخطة أثر بركاته وحسناته عاملا على ما يقربه عند الله من مرضاته ويظفره بجزيل مثوباته بحول الله وقوته انتهى .
فهذا ثناء لسان الدين المرحوم على القاضي ابن الحسن وإشادته بذكره وبإشارته وتدبيره ولي قضاء القضاة وخطابة الجامع الأعظم بغرناطة وهذان المنصبان لم يكن في الأندلس في ذلك الزمان من المناصب الدينية أجل منهما ولما حصل للسان الدين C تعالى ما حصل من النفرة عن الأندلس وإعمال الحيلة في الإنفصال عنها لعلمه أن سعايات ابن زمرك وابن الحسن ومن يعضدهما تمكنت فيه عند سلطانه خلص منها على الوجه الذي قدمناه وشمر القاضي ابن الحسن عن ساعد أذايته والتسجيل عليه بما يوجب الزندقة كما سبق جميعه مفصلا فحينئذ أطلق لسان الدين عنان قلمه في سب المذكور وثلبه وأورد في كتابه الكتيبة الكامنة في أبناء المائة الثامنة من مثالبة ما أنسى ما سطره صاحب القلائد في ابن باجة المعروف بابن الصائغ حسبما نقلنا ذلك أعني كلام الفتح في غير هذا الموضع ولم يقتنع بذلك حتى ألف الكتاب الذي سماه بخلع الرسن كما ألمعنا به فيما سبق والله سبحانه يتجاوز عن الجميع بمنه وكرمه .
نماذج من براعة لسان الدين في القدح .
واعلم أن لسان الدين ابن الخطيب C تعالى الغاية في المدح والقدح فتارة على طريق الترسل وطورا على غيرها وقد اقذع وبالغ C تعالى في هجو أعدائه بما لا تحتمله الجبال وهو اشد من وقع النبال ومنه ما وصف به الوزير الذي كان استوزره السلطان إسماعيل بن الأحمر الثائر على سلطان ابن الخطيب حسبما سبق الإلمام بذلك والوزير هو إبراهيم بن أبي الفتح الأصلع الغوي إذ قال في المذكور وفي ابن عمه محمد بن إبراهيم بن أبي الفتح العقرب