صحب ركابه الطالب للحق بسيف الحق وسلك في مظاهرته أوضح الطرق وجادل من حاده بأمضى من الحداد الذلق واشتهر خبر وفائه في الغرب والشرق وصلى به صلاة السفر والحضر والأمن والحذر وخطب به في الأماكن التي بعد بذكر الله عهدها وخاطب عنه أيده الله تعالى المخاطبات التي حمد قصدها حتى استقل ملكه فوق سريره وابتهج منه الإسلام بأميره وابن أميره ونزل الستر على العباد والبلاد ببركة إيالته ويمن تدبيره وكان الجليس المقرب المحل والحظي المشاور في العقد والحل والرسول المؤتمن على الأسرار والأمين على الوظائف الكبار مزين المجلس السلطاني بالوقار ومتحف الملك بغريب الأخبار وخطيب منبره العالي في الجمعات وقارىء الحديث لديه في المجتمعات .
ثم رأى أيده الله تعالى أن يشرك رعيته في نفعه ويصرف عوامل الحظوة على مزيد رفعه مجلس الشارع صلوات الله عليه لإيضاح شرعه وأصله الوثيق وفرعه أعلى الله تعالى قدمه وشكر آلاءه ونعمه قاضيا في الأمور الشرعية وفاصلا في القضايا الدينية بحضرة غرناطة العلية تقديم الإختيار والانتقاء وأبقى له فخر السلف على الخلف والله سبحانه يمتعه بطول البقاء فليتول ذلك عادلا في الحكم مهتديا بنور العلم مسويا بين الخصوم حتى في لحظة والتفاته متصفا من الحلم بأفضل صفاته مهيبا في الدين رؤوفا بالمؤمنين جزلا في الأحكام مجتهدا في الفصل بأمضى حسام مراقبا لله D في النقض والإبرام .
وأوصاه بالمشورة التي تقدح زناد التوفيق والتثبت حتى ينتج قياس التحقيق بارا بمشيخة أهل التوثيق عادلا إلى سعة الأقوال عند المضيق سائرا من مشورة المذهب على أهدى طريق وصية أصدرها له مصدر الذكرى التي تنفع ويعلي الله بها الدرجات ويرفع وإلا فهو عن الوصاة غني وقصده قصد سني والله D ولي إعانته والحارس من التبعات أكناف ديانته