ونزل قريبا مني وكنت أسمع به بنار صاعقة يرسلها الله على من يشاء من عباده ثم رأيت أن أبدأه بالتأنيس والإحسان فاستدعيته بهذه الأبيات .
( يا ثانيا للمعري ... في حسن نظم ونثر ) .
( وفرط ظرف ونبل ... وغوص فهم وفكر ) .
( صل ثم واصل حفيا ... بكل بر وشكر ) .
( وليس إلا حديث ... كما وهي عقد در ) .
( وشادن يتغنى ... على رباب وزمر ) .
( وما يسامح فيه الغفور ... من كأس خمر ) .
( وبيننا عهد حلف ... لياسر حلف كفر ) .
( نعم فجدده عهدا ... بطيب سكر ويسر ) .
( والكأس مثل رضاع ... ومن كمثلك يدري ) .
ووجه له الوزير أبو بكر ابن سعيد عبدا صغيرا قاده فلما استقر به المجلس وأفعمته روائح الند والعود والأزهار وهزت عطفه الأوتار قال .
( دار السعيدي ذي أم دار رضوان ... ما تشتهي النفس فيها حاضر داني ) .
( سقت أباريقها للند سحب ندى ... تحدى برعد لأوتار وعيدان ) .
( والبرق من كل دن ساكب مطرا ... يحيا به ميت أفكار وأشجان ) .
( هذا النعيم الذي كن نحدثه ... ولا سبيل له إلا بآذان ) .
فقال له أبو بكر ابن سعيد وإلى