( يا سائل الدار عن أناس ... ليس لهم نحوها معاد ) .
( مرت كما مرت الليالي ... أين جديس وأين عاد ) .
بل أين أبو البشر آدم الذي خلقه بيده الكبير المتعال أين الأنبياء من ولده والأرسال أهل النبوة والرسالة والوحي من الله ذي الجلالة أين سيدهم محمد الذي فضله عليهم ذو العزة والجلال وجعله شفيعهم مع أمته والناس في شدائد الأهوال أين القرون الماضية والأجيال أين التبابعة والأقيال أين ملوك همدان أين أولو الأبلق الفرد أو غمدان أين أولو التيجان والأكاليل أين الصيد والبهاليل بل أين النمارذة وأكبرهم نمروذ إبراهيم الخليل أين الفراعنة ومن هو بالسحر عليم الذي منهم فرعون موسى الكليم أين ملك الهدنانية هدد بن بدد الكردي الذي لم يكن غدره بمفيد له ولا مجدي وقد أخبر الحق جل جلاله عنه أنه كان يأخذ كل سفينة غصبا وزعم المؤرخون أنه كان أيضا يملأ القلوب رعبا ويسوم أصحابه قتلا وصلبا مع الطمع في المال وعدم النظر في عقبى المآل أين الفرس وملوكها وعدلها وعدولها أين دارا بن دارا بن بهمان أين اسكندر بن فلبس اليوناني الذي غلبه وملك بلاده في ذلك الزمان وأطاعه جميع ملوك الأقاليم وقدر الله به امتحان الخلق ذلك تقدير العزيز العليم أين كسرى وقيصر غلبهما من الموت الأسد القسور بعد أن أخرجهما من بلادهما أمير المؤمنين أبو حفص عمر لما ظهرت الملة الحنيفية كما ظهرت الشمس وبدا القمر أين أولاد جفنة وملوك غسان أين مماديح زياد وحسان أين هرم بن سنان أين الملاعب بالسنان أين أولاد مضر بن نزار بن معد بن عدنان أين بنو عبد المدان أين أرباب العواصم أين قيس بن عاصم أين العرب العرباء الأمة الفاضلة والجماعة المناضلة أين أولو الباس والحفاظ وذوو الحمية والإحفاظ حيث الوفاء والعهد