اوعز إليه إليه بذلك وجهز له الأسطول من حينه فأجاز إلى سبته وتلقاه ولاتها بأنواع التكرمة وامتثال المراسم ثم سار لقصد السلطان فقدم عليه سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بمقامه من تلمسان فاهتزت له الدولة وأركب السلطان خاصته لتلقيه وأحله من مجلسه بمحل الأمن والغبطة ومن دولته بمكان التنويه والعزة وأخرج لوقته كاتبه أبا يحيى ابن أبي مدين سفيرا إلى صاحب الأندلس في طلب أهله وولده فجاء بهم على أكمل حالات الأمن والتكرمة ثم أكثر المنافسون له في شأنه وأغروا سلطانه بتتبع عثراته وإبداء ما كان كامنا في نفسه من سقطاته وإحصاء معايبه وشاع على ألسنة أعدائه كلمات منسوبة إلى الزندقة أحصوها عليه ونسبوها ورفعت إلى قاضي الحضرة أبي الحسن ابن الحسن فاسترعاها وسجل عليه بالزندقة وراجع صاحب الأندلس رأيه فيه وبعث القاضي ابن الحسن إلى السلطان عبد العزيز في الإنتقام منه بتلك السجلات وإمضاء حكم الله فيه فصم عن ذلك وأنف لذمته أن تخفر ولجواره أن يرد وقال لهم هلا انتقمتم منه وهو عندكم وأنتم عالمون بما كان عليه وأما أنا فلا يخلص إليه بذلك أحد ما كان في جواري ثم وفر الجراية والاقطاع له ولبنيه ولمن جاء من أهل الأندلس في جملته فلما هلك السلطان عبد العزيز سنة أربع وسبعين وسبعمائة ورجع بنو مرين إلى المغرب وتركوا تلمسان سار هو في ركاب الوزير أبي بكر ابن غازي القائم بالدولة فنزل بفاس واستكثر من شراء الضياع وتأنق في بناء المساكن واغتراس الجنان وحفظ عليه القائم بالدولة الرسوم التي رسمها له السلطان المتوفى واتصلت حاله على ذلك إلى أن كان ما نذكره انتهى