من أهل مجلسه لاستقدامه فوصل إلى الأندلس وعقد مع أهل الدولة على إجازة المخلوع من وادي آش إلى المغرب وأطلق من اعتقالهم الوزير الكاتب أبا عبد الله ابن الخطيب كانوا اعتقلوه لأول أمرهم لما كان رديفا للحاجب رضوان وركنا لدولة المخلوع فأوصى المولى أبو سالم إليهم بإطلاقه فأطلقوه ولحق مع الرسول أبي القاسم الشريف بسلطانه المخلوع بوادي آش للإجازة إلى المغرب وأجاز لذي القعدة من سنته وقدم على السلطان بفاس وأجل قدومه وركب للقائه ودخل به إلى مجلس ملكه وقد احتفل ترتيبه وغص بالمشيخة والعلية ووقف وزيره ابن الخطيب فأنشد السلطان قصيدته الرائية يستصرخه لسلطانه ويستحثه لمظاهرته على أمره واستعطف واسترحم بما أبكى الناس شفقة له ورحمة ثم سرد ابن خلدون القصيدة وقد تقدمت .
ثم قال بعد ما صورته ثم انفض المجلس وانصرف ابن الأحمر إلى نزله وقد فرشت له القصور وقربت له الجياد بالمراكب الذهبية وبعث إليه بالكسا الفاخرة ورتبت الجرايات له ولمواليه من المعلوجي وبطانته من الصنائع وحفظ عليه رسم سلطانه في الراكب والراجل ولم يفقد من ألقاب ملكه إلا الآلة أدبا مع السلطان واستقر في جملته إلى أن كان من لحاقه بالأندلس وارتجاع ملكه سنة ثلاث وستين ما نحن نذكره انتهى المقصود جلبة من كلام ابن خلدون في هذه الواقعة وفيه بعض مخالفة لكلام لسان الدين السابق في اللمحة البدرية إذ قال فيها إن الثورة عليهم كانت ليلة ثمان وعشرين من رمضان وابن خلدون جعلها ليلة سبع وعشرين منه والخطب سهل وقال في اللمحة إن انصرف السلطان من وادي آش كان ثاني يوم النحر وقال ابن خلدون في ذي القعدة ولعله غلط من الكاتب حيث جعل مكان الحجة القعدة .
ورائيه ابن الخطيب التي ذكرها هي من حر كلامه وغرر شعره على