( وبأس غدا يرتاع من خوفه الردى ... وترفل في أثوابه الفتكة البكر ) .
( أطاعته حتى العصم في قنن الربى ... وهشمت إلى تأميله الأنجم الزهر ) .
( قصدناك يا خير الملوك على النوى ... لتنصفنا مما جنى عبدك الدهر ) .
( كففنا بك الأيام عن غلوائها ... وقد رابنا منها التعسف والكبر ) .
( وعذنا بذاك المجد فانصرم الردى ... ولذنا بذاك العزم فانهزم الذعر ) .
( ولما أتينا البحر يرهب موجه ... ذكرنا نداك الغمر فاحتقر البحر ) .
( خلافتك العظمى ومن لم يدن بها ... فإيمانه لغو وعرفانه نكر ) .
( ووصفك يهدي المدح قصد صوابه ... إذا ضل في أوصاف من دونك الشعر ) .
( دعتك قلوب المؤمنين وأخلصت ... وقد طاب منها السر لله والجهر ) .
( ومدت إلى الله الأكف ضراعة ... فقال لهن الله قد قضي الأمر ) .
( وألبسها النعمى ببيعتك التي ... لها الطائر الميمون والمحتد الحر ) .
( فأصبح ثغر الثغر يبسم ضاحكا ... وقد كان مما نابه ليس يفتر ) .
( وأمنت بالسلم البلاد وأهلها ... فلا ظبة تعرى ولا روعة تعرو ) .
( وقد كان مولانا أبوك مصرحا ... بأنك في أبنائه الولد البر ) .
( وكنت حقيقا بالخلافة بعده ... على الفور لكن كل شيء له قدر ) .
( وأوحشت من دار الخلافة هالة ... أقامت زمانا لا يلوح بها البدر ) .
( فرد عليك الله حقك إذ قضى ... بأن تشمل النعمى وينسدل الستر ) .
( وقاد إليك الملك رفقا بخلقه ... وقد عدموا ركن الإمامة واضطروا ) .
( وزادك بالتمحيص عزا ورفعة ... وأجرا ولولا السبك ما عرف التبر ) .
( وأنت الذي تدعى إذا دهم الردى ... وأنت الذي ترجى إذا أخلف القطر ) .
( وأنت إذا جار الزمان محكم ... لك النقض والإبرام والنهي والأمر ) .
( وهذا ابن نصر قد أتى وجناحه ... مهيض ومن علياك يلتمس الجبر )