وقال بعضهم في حق لسان الدين هو الوزير العلامة المتحلي بأجمل الشمائل وأفضل المناقب المتميز في الأندلس بأرفع المراقي وأعلى المراتب علم الأعلام ورئيس أرباب السيوف والأقلام جامع أشتات الفضائل والمربي بحسن سياسته وعظيم رياسته على الأواخر والأوائل حائز رتبة رياسة السيف والقلم والقائم بتدبير الملك على أرسخ قدم صاحب القلم الأعلى الوارد من البراعة المنهل الأحلى صاحب الأحاديث التي لا تمل على كثرة ما تتلى والمحاسن التي صورها على منصة التنويه تجلى انتهى .
وقال لسان الدين في الإحاطة بعد ذكر سلفه رحمهم الله تعالى ما ملخصه وخلفني يعني أباه عبد الله عالي الدرجة شهير الخطة مشمولا بالقبول مكنوفا بالعناية فقلدني السلطان سره ولما يستكمل الشباب ويجتمع السن معززة بالقيادة ورسوم الوزارة واستعملني في السفارة إلى الملوك واستناني بدار ملكه ورمى إلي يدي بخاتمه وسيفه وائتمنني على صوان حضرته وبيت ماله وسجوف حرمه ومعقل امتناعه ولما هلك السلطان ضاعف ولده حظوتي وأعلى مجلسي وقصر المشورة على نصحي إلى أن كانت عليه الكائنة فاقتدى في أخوه المتغلب على الأمر به فسجل الاختصاص وعقد القلادة ثم حمله أهل الشحناء من أهل أعوان ثورته على القبض علي فكان ذلك وتقبض علي ونكث ما أبرم من أماني واعتقلت بحال ترفيه وبعدأن كسبت المنازل والدور واستكثر من الحرس وختم على الأعلاق وأبرد إلى ما ناء واستؤصلت نعمة لم تكن بالأندلس من ذوات النظائر ولا ربات