( يا عين سحي ولا تشحي ... ولو بدمع بحذف عين ) .
وقال ابن الأبار توفي صفوان بمرسية ليلة الإثنين السادس عشر من شوال سنة ثمان وتسعين وخمسمائة وثكله أبوه وصلى عليه وهو دون الأربعين إذ مولده سنة إحدى وستين وخمسمائة وكان من جلة الكتاب البلغاء ومهرة الأدباء الشعراء ناقدا فصيحا مدركا جليل القدر متقدما في النظم والنثر ممن جمع ذلك وله رسائل بديعة وقصائد جليلة وخصوصا في مراثي الحسين رضي الله تعالى عنه .
رثاء ناهض الوادي آشي للحسين .
وقد تذكرت هنا قول ناهض بن محمد الأندلسي الوادي آشي في رثاء الحسين رضي الله تعالى عنه .
( أمرنة سجعت بعود أراك ... قولي مولهة علام بكاك ) .
( أجفاك إلفك أم بليت بفرقة ... أم لاح برق بالحمى فشجاك ) .
( لو كان حقا ما ادعيت من الجوى ... يوما لما طرق الجفون كراك ) .
( أو كان روعك الفراق إذا لما ... ضنت بماء جفونها عيناك ) .
( ولما ألفت الروض يأرج عرفه ... وجعلت بين فروعه مغناك ) .
( ولما اتخذت من الغصون منصة ... ولما بدت مخضوبة كفاك ) .
( ولما ارتديت الريش بردا معلما ... ونظمت من قزح سلوك طلاك ) .
( لو كنت مثلي ما أفقت من البكا ... لا تحسبي شكواي من شكواك ) .
( إيه حمامة خبريني إنني ... أبكي الحسين وأنت ما أبكاك ) .
( أبكي قتيل الطف فرع نبينا ... أكرم بفرع للنبوة زاكي ) .
( ويل لقوم غادروه مضرجا ... بدمائه نضوا صريع شكاك )