والتعصيب لتضاعف أسباب العبودية قبلي وترادف النعم التي عجز عنها قولي وعملي وتقاصر في ابتغاء مكافأتها وجدي وإن تطاول أملي فمقامكم المقام الذي نفس الكربة وآنس الغربة ورعى الوسيلة والقربة وأنعش الأرماق وفك الوثاق وأدر الأرزاق وأخذ على الدهر بالاستقالة العهد والميثاق .
وإن لم يباشر العبد اليد العالية بهذا الهناء ويمثل بين يدي الخلافة العظيمة السنا والسناء ويمد بسبب اليد إلى تلك السماء فقد باشر به اليد التي يحن مولاي لتذكر تقبيلها ويكمل فروض المجد بتوفية حقوقها الأبوية وتكميلها ووقفت بين يدي ملك الملوك الذي أجال عليها القداح ووصل في طلب وصالها بالمساء الصباح وكان فتحه إياها أبا عذرة الافتتاح وقلت يهنيك يا مولاي رد ضالتك المنشودة وجبر لقطعتك المعرفة المشهودة ورد أمتك المودودة فقد استحقها وارثك الأرضى وسيفك الأمضى وقاضي دينك وقرة عينك مستنفذ دارك من يد غاصبها وراد رتبتك إلى مناصبها وعامر المثوى الكريم وساتر الأهل والحريم مولاي هذه تلمسان قد طاعت وأخبار الفتح على ولدك الحبيب إليك قد شاعت والأمم إلى هنائه قد تداعت وعدوك وعدوه قد شردته المخافة وانضاف إلى عرب الصحراء فخفضته الإضافة وعن قريب تتحكم فيه يد احتكامه وتسلمه السلامة إلى حمامه فلتطب يا مولاي نفسك وليستبشر رمسك فقد نمت بركتك وزكا غرسك نسأل الله أن يورد على ضريحك من أنباء نصره ما تفتح له أبواب السماء قبولا ويترادف إليك مددا موصولا وعددا آخرته خير لك من الأولى ويعرفه بركة رضاك ظعنا وحلولا ويضفي عليك منه سترا مسدولا .
ولم يقنع العبد بخدمة النثر حتى أجهد القريحة التي ركضها الدهر فأنضاها واستشفها الحادث الجلل فتقضاها فلفق من خدمة المنظوم ما يتغمد حلمكم تقصيره ويكون إغضاؤكم إذا لقي معرة العتب وليه ونصيره وإحالة مولاي