ووقع لي يوما بخطة على ظهر أبيات بعثتها إليه أعرض عليه نمطها .
( وردت كما صدر النسيم بسحرة ... عن روضة جاد الغمام رباها ) .
( وكأنما هاروت أودع سحره ... فيها وآثرها به وحباها ) .
( مصقولة الألفاظ يبهر حسنها ... فبمثلها افتخر البليغ وباهى ) .
( فقررت عينا عند رؤية حسنها ... إني أبوك وكنت أنت أباها ) .
ومن نظمه قوله .
( وقالوا قد دنا فاصبر ستشفى ... فترياق الهوى بعد الديار ) .
( فقلت هبوا بأن الحق هذا ... بقلبي يمموا فبم اصطباري ) .
وقال .
( عليك بالصمت فكم ناطق ... كلامه أدى إلى كلمه ) .
( إن لسان المرء أهدى إلى ... غرته والله من خصمه ) .
( يرى صغير الجرم مستضعفا ... وجرمه أكبر من جرمه ) .
وقال .
( أنا بالدهر يا بني خبير ... فإذا شئت علمه فتعالا ) .
( كم مليك قد ارتعى منه روضا ... لم يدافع عنه الردى ما ارتعى لا ) .
( كل شيء تراه يفنى ويبقى ... ربنا الله ذو الجلال تعالى ) .
مولده بغرناطة في جمادى الأولى عام اثنين وسبعين وستمائة وفقد يوم الوقيعة الكبرى بظاهر طريف يوم الإثنين سابع جمادى الأولى عام واحد وأربعين وسبعمائة ورثيته بقصيدة أولها