ولجام ولا تسل كيف وقتل جمع من أهل الإسلام ولمة وافرة من الأعلام وأمضى فيهم حكمه السيف وأسر ابن السلطان وحريمه وخدمه ونهبت ذخائره واستولت على الجميع أيدي الكفر والحيف واشرأب العدو الكافر لأخذ ما بقي من الجزيرة ذات الظل الوريف وثبتت قدمه إذ ذاك في بلد طريف وبالجملة فهذه الواقعة من الدواهي المعضلة الداء والأرزاء التي تضعضع لها ركن الدين بالمغرب وقرت بذلك عيون الأعداء ولولا خشية الخروج عن المقصود لأوردت قصتها الطويلة وسردت منها ما يحق لسامعه أن يكثر بكاءه وعويله وقد ألم بها الولي قاضي القضاة ابن خلدون المغربي في كتاب العبر وديوان والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطانالأكبر فليراجعه من أراده في المجلد الثامن من هذا التاريخ الجامع فإنه ذكر حين ساق هذه الكائنة ما يخرس الألسن ويصم المسامع ولله الأمر من قبل ومن بعد .
واقعة الربض .
وقول لسان الدين C في أولية سلفه إنهم انتقلوا مع أعلام الجالية القرطبية إلى آخره أشار بذلك إلى واقعة الربض الشهيرة التي ذكرها ابن حيان في تاريخه الكبير المسمى بالمقتبس في تاريخ الأندلس وقص أمرها غير واحد كابن الفرضي وابن خلدون وملخصها أن أهل ربض قرطبة ثاروا على الأمير الحكم الأموي وفيهم علماء أكابر مثل يحيى بن يحيى الليثي صاحب إمامنا مالك Bه وغيره فكانت النصرة للحكم فلما ظفر وقتل من