وقد استغرق في ضراعته فدلت الحتف على نفسه .
وتخلف والدي نابتا في الترف نبت العليق يكنفه رعي أم تجر ذيل نعمة وتحنو منه على واحد تحذر عليه النسيم إذا سرى ففاته لترفه حظ كبير من الاجتهاد وعلى ذلك فقرأ على الخطيب أبي الحسن البلوطي والمقرئ أبي عبد الله ابن مسمغور وأبي جعفر ابن الزبير خاتمة الجلة وكان يفضله .
وانتقل إلى لوشة بلد سلفه مخصوصا بلقب الوزارة إلى أن قصدها السلطان أبو الوليد متخطيا إلى الحضرة هاويا إلى ملك البيضة فعضد أمره وأدخله بلده لدواع يطول استقصاؤها ولما تم له الأمر صحب ركابه إلى دار ملكه بشقص عريض من دنياه وكان من رجال الكمال طلق الوجه مع الظرف وتضمن كتاب التاج المحلى والإحاطة رائقا من شعره وفقد في الكائنة العظمى بطريف يوم الإثنين سابع جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وسبعمائة ثابت الجأش غير جزوع ولا هيابة حدثني الخطيب بالمسجد الجامع من غرناطة الفقيه أبو عبد الله ابن اللوشي قال كبا بأخيك الطرف وقد غشي العدو وجنحت إلى إردافه فانحدر إليه والدك وصرفني وقال أنا أولى به فكان آخر العهد بهما انتهى .
ومما رثي به والد لسان الدين وأخوه ما ذكره في الإحاطة في ترجمة أبي محمد عبد الله الأزدي إذ قال ما نصه ومما كتب إلي فيما أصابني بطريف .
( خطب ألم فأذهب الأخ والأبا ... رغما لأنف شاء ذلك أو أبى ) .
( قدر جرى في الخلق لا يجد امرؤ ... عما به جرت المقادر مهربا ) .
( إما جزعت له فعذر بين ... قضت الدواهي أن تحل له الحبا )