فليستعذ مما صرنا إليه من الحور بعد الكور والانحطاط من النجد إلى الغور .
( فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا ... إذا نحن فيهم سوقة نتنصف ) .
( فأف لدنيا لا يدوم نعيمها ... تقلب تارات بنا وتصرف ) .
وأبيها لقد أرهقتنا ارهاقا وجرعتنا من صاب الأوصاب كأسا دهاقا ولم نفزع الى غير بابكم المنيع الجناب المنفتح حين سدت الأبواب ولم نلبس غيرلباس نعمائكم حين خلعنا ما ألبسنا الملك من الأثواب وإلى أمه يلجأ الطفل لجأ اللهفان وعند الشدائد تمتاز السيوف في الأجفان من الأجفان ووجه الله تعالى يبقى وكل من عليه فان وإلى هنا ينتهي القائل ثم يقول حسبي هذا وكفان .
ولا ريب في اشتمال العلم الكريم على ما تعارفته الملوك بينها في الحديث والقديم من الأخذ باليد عند زلة القدم وقرع الأسنان وعض البنان من الندم دينا تدينت حتى مع اختلاف الأديان وعادة اطردت فيهم على تعاقب الأزمان والأحيان .
ولقد عرض علينا صاحب قشتالة مواضع معتبرة خير فيها وأعطى من امانه المؤكد فيه خطه بأيمانه ما يقنع النفوس ويكفيها فلم نر ونحن من سلالة الأحمر مجاورة الصفر ولا سوغ لنا الايمان الإقامة بين ظهراني الكفر وما وجدنا عن ذلك مندوحة ولو شاسعة وأمنا من المطالب المشاغب حمة شر لنا لاسعة وادكرنا أي ادكار قول الله تعالى المنكر لذلك غايى الإنكار ( ألم تكن أرض الله واسعة ) وقول الرسول عليه المبالغ في ذلك بأبلغ الكلام انا بريء من مؤمن مع كافر لا تتراءى ناراهما وقول الشاعر الحاث على