إلينا لأن الزمان لنا مصغر ولك مكبر والأمر عليك مقبل وعنا مدبر كما قال كاتب الحجاج الموبر وعلى الجملة فهبنا صرنا إلى تسليم مقالك جدلا وذهبنا فأقررنا بالخطإ في كل ورد وصدر فلله در القائل .
( إن كنت أخطأت فما أخطا القدر ) .
وكأنما بمعتسف إذا وصل إلى هنا وعدم انصافه يعلمه إلهنا وقد ازور متجانفا ثم افتر متهانفا وجعل يتمثل بقولهم إذا عيروا قالوا مقادير قدرت وبقولهم المرء يعجزه المحال فيعارض الحق بالباطل والحالي بالعاطل ومنزع بقول القائل رب مسمع هائل وليس تحته من طائل وقد فرغنا أول أمس من جوابه وتركنا الضغن يلصق حرارة الجوى به وسنلم الان بما يوسعه تسكيتا ويقطعه تبكيتا فنقول له ناشدناك الله تعالى هل اتفق لك قط وعرض خروج أمر ما عن القصد منك فيه والغرض مع اجتهادك أثناءه في اصدارك وإيرادك في وقوعه على وفق اقتراحك ومرادك او جميع ما تزاوله بإدارتك لايقع الا مطابقا لإرادتك او كل ما تقصده وتنويه تحرزه كما تشاء وتحويه فلا بد أن يقر اضطرارا بأن مطلوبه يشذ عنه مرارا بل كثيرا ما يفلت صيده من أشراكه ويطلبه فيعجز عن ادراكه فنقول ومسألتنا من هذا القبيل أيها النبيه النبيل ثم نسرد له من الأحاديث النبوية ما شينا مما يسايرنا في غرضنا منه ويماشينا كقوله كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس وقوله أيضا لو اجتمع أهل السموات والأرض على أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه أو كما قال