ثم انتقل في جمادى الأولى إلى رندة وحاصرها وكان اهلها خرجوا إلى نصرة ذكوان وسواها فحاصر رندة وهد أسوارها وخرج اهلها على الأمان وطاعت له جميع تلك البلاد ولم يبق بغربي مالقة إلا من دخل في طاعة الكافر وتحت ذمته وضيق بمالقة وفرق حصصه على بعض الحصون ليحاصروا مالقة وعاد إلى بلاده .
وفي تاسع عشر شعبان من العام سافر صاحب غرناطة لتحصين بعض البلاد وبينما هو كذلك إذا بالخبر جاءه ان محلة العدو خارجة لذلك الحصن .
وفي صبيحة الثاني والعشرين من شعبان أصبحت جنودالنصارى على الحصن كانوا قد سروا إليه ليلا وأصبحوا عند الفجر مع جند المسلمين فقاتلهم المسلمون من غير تعبية فاختل نظام المسلمين ووصل النصارى إلى خباء السلطان ثم التحم القتال واشتد وقوى الله تعالى المسلمين فهزموا النصارى شر هزيمة وقتل منهم خلائق وقصر المسلمون خوفا من محلة سلطان النصارى إذ كانت قادمة في أثر هذه ولما رجعت إليهم الفلول رجعوا القهقرى واستولى المسلمون على غنائم كثيرة وآلات وجعلوا ذلك كله بالحصن ولم يحدث شيء بعد إلى رمضان فتوجه الكافر لحصن قنبيل ونازله وهد أسواره ولما رأى المسلمون ان الحصن قد دخل طلبوا الأمان وخرجوا بأموالهم واولادهم مؤمنين وفر الناس من تلك المواضع من البراجلة هاربين واستولى العدو على عدة حصون مثل مشاقر وحصن اللوز وضيق العدو بجميع بلاد المسلمين ولم يتوجه لناحية إلا استأصلها ولا قصد جهة إلا اطاعته وحصلها ثم إن العدو دبر الحيلة مع ما هو عليه من القوة فبعث إلى السلطان أبي عبدالله الذي تحت أسره وكساه ووعده بكل ما يتمناه وصرفه لشرقي بسطة واعطاه امال والرجال ووعده ان من دخل تحت حكمه من المسلمين وبايعه من أهل البلاد فإنه في الهدنة والصلح والعهد والميثاق الواقع بين السلطانين وخرج لبلش فأطاعه اهلها ودخلت بلش في طاعته ونودي بالصلح في الأسواق وصرخت