عطارد الملاحة والجودة فلم حين تهيب الأخ الأوحد من قصي غطاريفها ولو استثار من حفائظها تالدها وطريفها لم يذكر يد قومه عند أبيها وقد رام خطة أشرف على تأبيها حين أهاب بكم لمهمة ودعا منكم أخاه لأمه ولولا ذلك لما خلا له وجه الكعبة ولا خلص من تلك المضايق الصعبة وبأن أعرتموه نجدتكم الموصوفة غلب على ماكان بأيدي صوفه فكيف نجحد اليد عند عمنا او نشحذ أسنة الألسنة لذمنا أو كيف نلقاكم بجدنا وأبوكم أبو بكر معدنا وما تيامنكم إلى سبأ بن يشجب وإن أطلنا فيه التعجب بالذي يقطع أرحامنا ويمنع اشتباكنا والتحامنا بعد أن شددنا فعالنا بفعالكم ورأينا أقدامنا في نعالكم ولو شئتم توعدتم بأسود سؤددكم عند الإقدام وإلحاح إلحافكم في ضرب الهام لكن نقول إن قومنا لكرام ولو شاءوا كان لنا منهم شرة وعرام .
واعود من حيث بدا الأخ الذي أبثه شوقي وأتطعم حلاوة عشرته بقية في حاسة ذوقي طارحني حديث مورد جف وقطين خف فيا لله لأتراب درجوا وأصحاب عن الأوطان خرجوا قصت الأجنحة وقيل طيروا وانما هو القتل او الأسر أو تسيروا فتفرقوا أيدي سبا وانتشروا ملء الوهاد والربى ففي كل جانب عويل وزفرة وبكل صدر غليل وحسرة ولكل عين عبرة لا ترقأ من أجلها عبرة داء خامر بلادنا حين اتاها وما زال بها حتى سجى على موتاها وشجا ليومها الأطول كهلها وفتاها وأنذر بها في القوم بحران أنيجة يوم أثاروا أسدها المهيجة فكانت تلك الحطمة طل الشؤبوب وباكورة البلاء المصبوب أثكلتنا إخوانا أبكانا نعيهم ولله أحوذيهم